رسالة 24- محمد بدیع / تصوير: عبد الله أسعد //
نظم حزب الاتحاد الدستوري یومي 12 و13 ماي الجاري بمقره المركزي بالدار البیضاء وبتعاون مع المعهد الدیمقراطي الوطني الأمریكي (NDI)،النسخة الثالثة من “الماستر كلاس”، حیث تمت استضافة مشاركات ومشاركین شباب من مختلف مدن المملكة، واصلوا على غرار النسختین السابقتین، الاستفادة من برنامج متنوع من خلال ورشات مفتوحة لمناقشة التحدیات الاجتماعیة ـ الاقتصادیة والتحدیات السیاسیة وكذا التحدیات التنمویة.
وفي بادرة هي الأولى من نوعها، قام المشاركون والمشاركات في هذه النسخة، وبشكل جماعي بإدارة الورشات الثلاث التي تم تكوینها وهي ورشة الرؤیة الاقتصادیة وورشة الرؤیة الاجتماعیة وورشة النموذج الجهوي، حیث جرت مناقشة الإجراءات التي تضمنتها رؤیة الشباب للمغرب الممكن والتي تم التوافق علیها خلال النسختین السابقتین، من أجل إغنائها بمزید من المقترحات والأفكار، حیث خرج المشاركون والمشاركات بـ 50 اقتراحا لتقوية أرضیة الشباب للمغرب الممكن، بعد نقاش مستفیض ومعمق لـ 50 إجراء، عبر إعادة ترتیب بعض الإجراءات وإضافة إجراءات جدیدة، سواء بالنسبة للرؤیة الاقتصادیة أو الرؤیة الاجتماعیة أو رؤیة النموذج التنموي.
ومن المعلوم أن الرؤیة الاقتصادیة اشتملت على محوري السیاسة الضریبیة والاستثمار والسیاسات البنكیة، واللذین تضمنا عددا من الإجراءات من قبیل مراجعة نظام الإعفاءات من الضریبة في بعض القطاعات ومحاربة اقتصاد الریع وتقویة النظام المعلوماتي والرقمنة بالنظام الضریبي والعمل على إحداث مناطق جهویة حرة وترشید القروض المقاولاتیة بالنسبة للشباب، كما تضمنت الرؤیة الاجتماعیة محاور تتعلق بالتشغیل والصحة والتعلیم، حیث تمت إضافة مقترحات جدیدة مثل ملاءمة التكوین مع التشغیل وتجديد بعض الحرف التقلیدیة والتشجیع على عرض برامج جهویة للتشغیل وفتح حوار وطني حول التعلیم، والرفع من میزانیة البحث العلمي وخلق مدیریة تعنى بالصحة في المجال القروي وتأهیل السیاسة الدوائیة.
أما رؤیة نموذج الجهویة فتضمن محورا واحدا شمل مجموعة من الإجراءات كتعزیز الموارد المالیة للجهات وتحمل الأحزاب السیاسیة مسؤولیة تأطیر وتجوید النخب على المستوى الجهوي وإشراك المجتمع المدني، هذا إضافة إلى مقترحات جدیدة مثل الإشراك الحقیقي للقطاع الخاص في التنمیة الجهویة وتنازل الإدارات المركزیة عن بعض صلاحیاتها.
وعرفت النسخة الثالثة تنظیم ورشة مفتوحة، أطرها متخصص في مجال التكنولوجیا والتواصل، وجرى خلالها تناول التحدیات التي یطرحها التفاعل مع التحولات الكبرى في مجال شبكات التواصل الاجتماعي عبر منصات مختلفة كـ “الفایسبوك” و”انستغرام” وغیرهما في سبيل الاستفادة من الإمكانیات التي توفرها هذه الشبكات على مستوى التأطیر السیاسي والدعایة الانتخابیة، والتواصل مع الناخبین وعموم المواطنین، حيث استعرض الأدوات الكفیلة بالوصول إلى أكبر عدد من المتعاطفین والمهتمین والمتتبعین للشأن السیاسي والانتخابي على الصعید الوطني والجهوي والمحلي، وتم تقديم أمثلة من العالم الأزرق مثل “الفایسبوك بوت” و”الفایسبوك بیكسیل” و”الفایسبوك فیدیو” و”الإیمیل”و”السوشيال فیدیو”، مشیرا إلى أمثلة من الخارج كما هو الحال بالنسبة لتفاعل الرئیس الأمریكي السابق أوباما مع العالم الأزرق وتواصله مع المواطنین الأمریكیین وكذا الرئیس الحالي ترامب عبر التویتر، وأیضا الرئیس الفرنسي ماكرون خلال حملته الانتخابیة، مؤكدا أن تدبیر الأزمات الیوم أصبح یتطلب أدوات تواصلیة جدیدة، وینبغي على السیاسیین بالمغرب التعامل مع هذا المستجد التكنولوجي لسد الفجوة بینهم وبین القاعدة الشعبیة.
وفي تصریح لـ “رسالة 24” أكد عبد اللطيف بلمقدم ،عن لجنة تنظيم “الماستر كلاس”، أن دورات هذه التظاهرة التي شرع الاتحاد الدستوري في تنظیمها بتعاون مع المعهد الدیمقراطي الوطني تدخل في إطار انخراط الحزب في النقاش الدائر بشأن مشروع النموذج التنموي الجدید، وكیف یمكن أن یقدم رؤیته الخاصة في هذا الباب، مشیرا إلى أن الاتحاد الدستوري قام بتشكیل خلیة تفكیر عهد إلیها بإعطاء تصور متكامل وشامل لمشروع النموذج التنموي الجدید من منظوره الخاص.
وأضاف بلمقدم أن الحزب یعمل على تكوین وتأطیر قادة جدد، خاصة أنه یتوفر على أطر وكفاءات مهمة أتاح لها “الماستر كلاس” الفرصة لإظهار مقدراتها الفكریة وخبراتها العملیة وأفكارها، مما فرض على الحزب مواكبتها على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، مضیفا أنه قبل انطلاق دورات “الماستر كلاس” قام الحزب بالتنقیب والبحث عن هذه الكفاءات.
النسخة الثالثة من هذه التظاهرة مكنت المشاركات والمشاركین من المساهمة الجدیة في تعمیق النقاش والخروج برؤیة واضحة لما ینبغي عمله بالنسبة لمشروع نموذج تنموي جدید، على أن يواصل حزب الاتحاد الدستوري سلسلة دورات “الماستر كلاس” بعد شهر رمضان.
