آخر أخبارمجتمع

خبير جيولوجي لـ”رسالة 24″ لابد من إعادة النظر في سياسة السدود المغربية

أعلنت وزارة التجهيز والماء، فاتح يوليوز الجاري، عن دخول المملكة حالة الطوارئ ، وذلك جراء تناقص الموارد المائية وارتفاع الاستهلاك، هذا الإعلان أثار حفيظة المواطنين المغاربة، ودفعهم للتساؤل حول أسباب قلة التساقطات والجفاف التي ألمت بالبلاد. وللإجابة عن ذلك، يستعرض الخبير الجيولوجي محمد بن مخلوف من خلال “رسالة24” أسباب ذلك ، و كذا التدابير التي يجب العمل بها بالضرورة  للمحافظة على الأمن المائي ببلادنا.

يقول الأستاذ بن مخلوف أن هناك سبع مرتفعات جوية متمركزة في عدة مناطق في الكرة الأرضية ومن بين هذه المرتفعات، يوجد المرتفع الجوي الأصوري الذي يغطي مساحة شاسعة من المحيط الأطلسي من جنوب البرتغال إلى شمال موريتانيا، والسواحل المغربية تتمركز في هذه المنطقة.

وتكمن مهمة المرتفع الأصوري، حسب بن مخلوف، في تحكمه في الدورات الجوية، بحيث أنه ينصرف إلى الجنوب لتلج السحب الممطرة المغرب وفي فصل الصيف يبرح مكانه.

وبهذا، فإن سبب قلة التساقطات المطرية، يرجع إلى تمركز المرتفع الأصوري منذ سنوات في مكانه ليشكل حاجزا أمام الكتل الممطرة.

ويضبف خبيرنا الجيولوجي أن هناك أسبابا متداخلة تؤدي إلى استمرارية تمركز هذا المرتفع الاصوري، إلا أن السبب الحقيقي لم يتوصل إليه العلماء إلى الآن، ومن بين هذه العوامل نجد على سبيل المثال لا الحصر: التغيرات المناخية، نشاط البراكين الذي يتسبب في ارتفاع حرارة ماء البحر، النشاط الشمسي…

وأوضح الأستاذ بن مخلوف أن المغرب يعدّ من الدّول الضعيفة من حيث كمية المياه التي تخزن سدود المملكة من الموسم الممطر، والتي تحدد في حوالي 22 مليار متر مكعب، وتبلغ الكمية التي تخزنها في أحسن الأحوال ما بين ‍17 حتى 18 مليار مكعب، في المقابل تخزن المياه الجوفية مابين 4 و5 مليار متر مكعب من المياه. ويعتبر المختص في علم الجيولوجيا أن نسبة 87 في المئة من المياه تذهب للاستهلاك الفلاحي في حين تستغل 13 في المئة المتبقية في المياه الصالحة للشرب.

وعن التدابير التي يجب الالتزام بها، يشيد أولا بن مخلوف بسياسة السدود التي نهجها الملك الراحل الحسن الثاني التي حققت للمغرب أمنه المائي وجنبته العطش. و في هذا السّياق، يدعو إلى الاستمراريّة في هذه السّياسة الرّشيدة عبر تشييد سدود تلية بغية تجميع التساقطات المطرية ما أمكن ذلك لتجنب تسربها إلى المحيط. لكن،  لابد من النظر في تثوير سياسة السدود بالمغرب مشيرا في هذا الصدد، إلى عدم التوازن الحاصل في مواقع السدود، إذ لا يعقل أن يتم تشييد سدود كبرى بجنوب المملكة، بخلاف تواجد أخرى صغرى بشمالها الذي يعرف هطول تساقطات بكميات أوفر.

و عن الفرشاة المائية، يسلّط المتحدث الضوء على المناطق المغربية الجنوبية التي يتم استنزافها بشكل غير عقلاني/ مثلا زراعة البطيخ بمنطقة زاكورة في ظل قلة التساقطات.  ولهذا، يدعو إلى ضرورة تطعيم الفرشاة المائية بالمياه الفائضة من السدود.

أما فيما يخص جانب التوعية، يحث المتحدث نفسه على ضرورة تحسيس المواطنين بأهمية الاقتصاد على الماء، وحث الفلاحين على عقلنة عملية السقي و ذلك بالاعتماد على تقنية التنقيط في السقي، ناهيك عن التدبير الجيد للماء على الأصعدة الأخرى، سواء على مستوى الدولة أو الجماعات المحلية .

ثانيا، ضرورة البحث على بدائل من خلال استغلال مياه البحر ببناء مراكز لتحلية مياهه، خاصة أن المغرب منفتح على واجهات بحرية استراتيجية و ممتدة.

أخيرا، يؤكد بن مخلوف على ضرورة إعطاء أهمية كبرى للبحث العلمي الموجه نحو  معرفة المخزون المائي الحقيقي الذي تتوفر عليه المملكة لاستباق الفعل و تهييء النتائج في مثل هذه الحالات.

يذكر، أن وزير الداخلية دعا الولاة والعمال بالإدارة الترابية لمواجه أزمة الماء التي يمكن أن تعرفها العديد من المناطق في ظل تراجع حقينة السدود والجفاف الذي شهدته المملكة الناجم عن قلة التساقطات المطرية، إلى جانب تراجع الفرشة المائية.

كما دعا الوزير في دورية له الولاة والعمال، في ظل “الوضعية الصعبة”، إلى التقيد بالتدابير التي سبق الإعلان عنها في مذكرة سابقة، وعقد اجتماعات مستعجلة بهدف تنفيذ الإجراءات اللازمة للإدارة الرشيدة للموارد المائية وضمان إمداد السكان بمياه الشرب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock